من خلال هذه المقابلة، سنستكشف رحلة الفنان السعودي حسين اسماعيل الملهمة، منذ بدايته في نادي المسرح وحتى تجاربه الدولية وعودته إلى المملكة، مع التركيز على نمطه الفني المتنوع ومصادر إلهامه المتنوعة. سنتعرف على أعماله الفنية المميزة ورسالته الفنية التي يسعى من خلالها للتواصل والتفاعل مع الجمهور.
متى وكيف بدأت رحلتك بالفن ؟
بدأت رحلتي الفنية في عام 2007 أثناء دراستي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، حيث انضممت لنادي المسرح واستمتعت بتجارب فنية مثيرة في التمثيل وتصميم الخلفيات المسرحية والبوسترات. كانت الأنشطة الطلابية في الجامعة محفزًا كبيرًا بالنسبة لي، فقد انضممت أيضًا لنادي الإعلام وعملت كرسام كاريكاتير لصحيفة الجامعة، وكذلك لنادي التصوير الفوتوغرافي الذي كان ينظم جولات تصوير وجلسات حوارية نقدية. تلك الخبرات ساهمت في تأسيسي لنادي الفنون التشكيلية، الذي تابعت العمل فيه بعد تخرجي من الجامعة.
شاركت فيما بعد في العديد من المعارض والبرامج المحلية والدولية، بما في ذلك برنامج الشباب الأكثر تنافسية الذي قدمته هيئة الاستثمار بالتعاون مع مؤسسة “إيدج أوف أريبا”. تضمن هذا البرنامج رحلة إلى بريطانيا وزيارة للعديد من المؤسسات الفنية التي أثرت في رؤيتي الفنية. قدمت أيضًا عدة معارض فردية، حيث أقمت المعرض الأول بعنوان “إطار” في جمعية الثقافة والفنون في الدمام، ونظمته مرة أخرى مع معرض “تراث الصحراء” في الخبر في عام 2013. بعد ذلك، بدأت رحلتي مع الابتعاث الفني.
حدثنا عن تجاربك مع الابتعاث؟
درست الفن التشكيلي في جامعة اوكاد تورونتو، كندا، وعدت في عام 2018 لإقامة معرضي الشخصي الثاني بعنوان “تشظي” في معرض تراث الصحراء. كان المعرض يضم أعمالي التي امتدت على مدى سنوات طويلة. بعد ذلك، قررت الانتقال إلى أستراليا لمتابعة دراسة التصميم في جامعة فلندرز. خلال فترة دراستي هناك، حصلت على فرصة للإقامة الفنية لمدة ستة أشهر في مؤسسة ذا ميل. تعتبر هذه التجربة واحدة من أثرى التجارب الفنية التي عشتها، وانتهت بإقامة معرضي الشخصي الثالث.
متى رجعت إلى المملكة؟ وماذا تعمل الآن؟
في يونيو 2022، عدت إلى المملكة العربية السعودية للعمل على بعض المشاريع الصغيرة وإقامة مساحة فنية في الرياض بالتعاون مع مؤسسة مسك. اتاحت لي هذه الفرصة لاكتشاف المشهد الفني المتصاعد في الرياض. بعد ذلك، شاركت في برنامج تدريبي لمهرجان نور الرياض، ومن ثم انضممت إلى استوديو وسم الفني في حي جاكس. حاليًا، أعمل على مشروع منحة مسك، والذي من المقرر عرضه ضمن فعاليات أسبوع مسك في بداية ديسمبر 2023.
هل لديك رسالة معينة تود أن توصلها من خلال أعمالك ؟
هدفي الأساسي في مشاريعي الفنية المتنوعة هو جعل المشاهدين يستمتعون بالعمل الفني بغض النظر عما كان يحتوي على رسالة واضحة أو لا. إذا كان المتلقي قادر على فهم أو استنباط معاني و تفسيرات أخرى فهذه إضافة ممتازة للارتباط بالعمل على مستوى شخصي.
هل ترى أن لديك نمطًا معينًا في أعمالك الفنية ؟
نعم, أنا أعمل على عدة خطوط عريضة في انتاجي للعمل الفني:
الخط الاول: هو الخربشات السعودية/ الدودلز. هذا الخط هو الأكثر رواجًا بين أغلب متابعين في مواقع التواصل الاجتماعي والمفضل لدي، رسومات الدودلز تتكون من شخصيتين رجل وبنت؛ يتم رسمهما بخطوط متصلة من البداية إلى النهاية، ويحملان الهوية السعودية دائمًا. الرجل يرتدي الثوب والشماغ المنقط بالأحمر، والبنت ترتدي العباية ولديها شفاه حمراء.
الخط الثاني: هو البورتريه والأنماط التجريبية. يتيح لك هذا الخط الفني مساحة أوسع للتجريب في الفن التشكيلي والتصميم. يتضمن رسم الوجوه بشكل تعبيري مرن أو تكعيبي، ويوفر فرصة لاختبار تنفيذ الأنماط بأشكال مختلفة.
الخط الثالث: هو التجريب في الخامات المختلفة. يتضمن هذا الخط وفقًا لاحتياجات المشروع الفني، بدءًا من التصوير والفيديو وصولًا إلى التركيبات الفراغية.
الإلهام يلعب دور كبيرًا في الفن ما الذي يلهمك في ابداعك ؟
الشيء الذي يشغل اهتمامي بشكل كبير هو متابعة الأحداث والقصص التي تحدث في المجتمع سواء كانت قريبة أو بعيدة. بالإضافة إلى ذلك، أهتم بالقضايا الاجتماعية التي ترتبط بالهوية السعودية، وأيضًا قصص السفر والترحال والأكل. واحدة من الأنشطة المفضلة لي في الوقت الحالي هي السفر لاستكشاف المقاهي في مختلف مدن المملكة العربية السعودية ورسمها في السكتش بوك الخاص بي. لقد قمت برسم أكثر من 120 رسمة حتى الآن لمقاهي في الرياض والأحساء والدمام والخبر والمدينة المنورة والطائف وجدة. وأنا أنوي الاستمرار في استكشاف المزيد من المدن في المستقبل.
شاركنا أعمالك المميزة ؟
لدي الكثير من المشاريع التي لم أقم بتنسيقها أو توثيقها بشكل كافي أو من الانتهاء منها. لكن جميع المشاريع المميزة وضعتها في موقعي الشخصي ويمكن للجميع الاطلاع عليها:
www.hussainalismail.com
كلمة اخيرة تود قولها ؟
شكرا لكم “مجلة ديزاين” على استضافتي في هذه المقابلة.
وفي ختام الحوار, تعتبر الرحلة الفنية للفنان والمصمم السعودي حسين اسماعيل من دارسته في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن إلى انضمامه لنادي المسرح، وصولًا إلى معارضه المحلية والدولية، قصة ملهمة تعكس تطوره ونموه في المجال الفني. من خلال تجاربه العديدة في التمثيل، تصميم الخلفيات المسرحية، رسم الكاريكاتير، والتصوير الفوتوغرافي، استطاع الفنان تأسيس نفسه في عالم الفنون التشكيلية وتحقيق نجاحات كبيرة.