تشارك الفنانة منال الضويان في معرض الفنون الدولي الستين – بينالي البندقية، حيث تمثل المملكة العربية السعودية من خلال عملها التركيبي متعدد الوسائط بعنوان “نطقت الرمال فتحرك الصوت”.
في هذا العمل الجديد، تقوم الضويان بتجربة الصوت كوسيط فني للمرة الأولى، وتدمج بين العناصر الصوتية والجيولوجية في الصحراء وأصوات النساء السعوديات التي تحمل في طياتها حيوية خلال فترة التحولات الثقافية العميقة التي يشهدها المجتمع السعودي حاليًا.
يتمحور العمل حول عنصر مركزي يستنهض الهمم، مشابهًا لأغاني الحرب مثل العرضة والدحة التي كان يؤديها الرجال، إلا أنه في هذا العمل يتمثل في أصوات النساء السعوديات اللاتي يعبرن عن أنفسهن من خلال الأغاني والكتابات والرسومات. يدعو الزائر إلى استكشاف متاهة من المجسمات الضخمة المطبوعة بشاشات حريرية والتي تشبه بتلات ورد الصحراء – وهي صخور بلورية تتشكل في الرمال وتوجد في الصحراء بالقرب من مسقط رأس الفنانة في الظهران. ترى الضويان في صخور وردة الصحراء رمزًا للهشاشة والزوال السريع والأنوثة والقدرة على التحمل. وعلى غرار مجسماتها السابقة لورود الصحراء، قامت الفنانة بنقش “أجسام” هذه الورود بالنصوص، ولكن لأول مرة استخدمت الكتابات والرسومات التي قدمها المشاركون في ورش العمل بعد أن عرضت عليهن مقتطفات من الصحف المحلية والدولية.
تقول الضويان: “أحاول من خلال العمل الذي قدمته في بينالي الفنون لعام 2024 أن أمثل المرحلة التي وصلت إليها الآن في مسيرتي الفنية، استنادًا إلى مجتمعي ووطني والعالم بأسره. ويستمد هذا العمل إلهامه من الدور المتطور للمرأة في المجال العام في بلدي وسعيها المستمر لإعادة تعريف المساحة المادية التي تعيش فيها والسرديات التي تم تحديدها تاريخيًا”.
يستند هذا العمل إلى جهود طويلة قامت بها الفنانة في استكشاف الصورة الإعلامية وتأثير التمثيل الإعلامي للمرأة وصورتها في الذاكرة الجماعية للمجتمع، وتركيزها على أهمية هذه الصور في فهم البعد الإنساني وتحقيق المصير. تأمل الضويان أن يساعد هذا العمل كل من يشاهده وكل من شارك في ورش العمل التي نظمتها لإعداده، في التفكير في أنفسهم والاعتماد على مجتمعهم لاكتشاف أصواتهم ومكانتهم، وخاصة المرأة السعودية التي تشهد تطورًا جديدًا في دورها وتاريخها.
تم استلهام التركيب من ورش العمل التي أقامتها الفنانة الضويان في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية في الخبر وجدة والرياض، وتواصلت مع أكثر من 1000 امرأة سعودية. وقد عملت القيمتان الفنيتان: جيسيكا سيراسي ومايا الخليل والقيّمة المساعدة شادين البليهد .
يتم عرض عمل “نطقت الرمال فتحرك الصوت” في الجناح الوطني السعودي بمجمع الأرسينالي في البندقية، بين 20 أبريل و 24 نوفمبر 2024.