لطالما تغنينا – نحن خريجات دار الحنان- بتاريخ مدرستنا العريق، وكيف لمست التجربة التعليمية فيها كل جوانب حياتنا، فهي مدرسة بدأت علي يد أميرة اهتمت بالخدمة الإجتماعية والتعليم، فأسست دارا للأيتام ثم تحول هذا الدار لصرح تعليمي مميز، شق طريقه الوعر لنهضة تعليم المرأة في جدة على الوجه الخصوص، وفي المملكة العربية السعودية بوجه عام. تكونت نواة هذا الصرح قبل تقنين التعليم للمرأة وقبل إنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات، فأصبحت دار الحنان أول مدرسة للبنات في جدة وفي المملكة٠
أود بدايةً أن أذكر المؤسِسة لهذا الصرح وهي الملكة عفت الثنيان -رحمها الله- حرم الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله أول ملك يسمح للبنات بالإنتظام في المدارس الرسمية منذ إنشاء المملكة العربية السعودية.
المرحلة الأولى.
بدأ مشروع الملكة عفت كدار لرعاية الأيتام في مقره الأول (حي الكندرة) في جدة. وكان عبارة عن مبنيين مستأجرين. كان المبنى الأول مخصصا للسكن، وسُمي «الداخلي» تسكن فيه طالبات احتجن للرعاية مع معلمات تقمن على رعايتهن، والمبنى الثاني خُصص للدراسة. وبعد عام تقريبا تحولت دار الحنان لمدرسة نظامية بإدارة السيدة مفيدة الدباغ.
انضمت طالبات من العائلات المعروفة في مدينة جدة واندمجن مع طالبات الرعاية في الدراسة، ثم انتقلت إدارة دار الحنان للسيدة سيسيل رشدي عام 1382هـ/ 1962م وكانت في خامسة والعشرين ربيعا من عمرها. امتاز عهد السيدة سيسيل بأن التعامل مع طالبات الرعاية وطالبات عوائل جدة كان على وجه المساواة. كما انضمت أميرات من العائلة المالكة لمدرسة دار الحنان وكانت المعاملة للطالبات من الأميرات وبنات العائلات وطالبات الداخلي بالتساوي، لدرجة أن الزائر للمدرسة لا يستطيع التفريق بين الخلفيات المختلفة للطالبات،
حيث أن التعامل بدون تمييز لأي فروقات أضاف الشيء الكثير للتجربة الدراسية في دار الحنان.
المرحلة الثانية.
انتقلت المدرسة إلى مبان جديدة في طريق الميناء، تبرع بها الشيخ إبراهيم شاكر -رحمه الله- وفي نفس العام اكتملت الصفوف لتضم جميع مراحل المدرسة رياض الأطفال ،المراحل الإبتدائية ،والمتوسطة ،والثانوية، وتخرجت أول دفعة بثانوية عامة من مدرسة دار الحنان. كانت فترة موقع «منطقة الميناء» فترة تأسيسية للمدارس، استقطبت الأستاذة سيسيل رشدي أفضل المعلمات من الدول العربية المجاورة، وكانت تسافر لمقابلتهم شخصيا. تمسكت السيدة سيسيل بمعيار الجودة في انتقاء المعلمات الكفء.
المرحلة الثالثة(المؤقتة) .
(فترة موقع المطار) من الأوقات التي يختلف عليها الكثير من خريجات المدارس، لأنه اتضح لي مؤخرا أنه كانت لدينا -من الدفعات المختلفة- تجارب وذكريات مختلفة في هذه الفترة المؤقتة من تاريخ الدار، فقد انتقلت دار الحنان لمبنى منطقة المطار عندما ظهر أن بعض مباني منطقة الميناء آيلة للسقوط، فسرعان ماوجدت السيدة سيسيل حلا للمشكلة بمساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله، وانتقلت المدرسة للمطار القديم الذي تم إخلاءه عندما انتقل المطار لموقعه الشمالي الجديد آنذاك، كنت أذكر أيام المطار بمرور عام واحد مضيته هناك، إذ كنت في المرحلة المتوسطة، بينما يتذكر خريجات أصغر مني من طالبات الإبتدائي آنذاك، أنهم مضوا من أربع إلى خمس سنوات في المطار. فقد كانت مدة الدراسة في مبنى المطار للمرحلتين المتوسط والثانوي عاما واحدا، بينما قضت طالبات المرحلة الابتدائية خمسة أعوام, لذلك اختلفت الذكريات من خريجة إلى أخرى حسب المدة التي قضيناها في مبنى المطار.
تابع المرحلة الثانية
عادت دار الحنان إلى مبنى الميناء بعد الترميم، وظلت هناك إلى عام 1405هـ 1985م إذ ودَّعت دار الحنان آخر دفعة من مبنى الميناء، دفعتي العزيزة التي لازلت على اتصال بأعضائها مع تفرقنا في أقطار الأرض المختلفة بفضل من الله ثم بفضل أجهزة التواصل الحديثة.
المرحلة الثالثة (العصر الذهبي)
انتقلت المدرسة إلى مبان منطقة «قصر خزام» الفاخرة والتي يطلق عليها خريجات دار الحنان اللواتي عاهدوا هذه الفترة «بالعصر الذهبي» لدار الحنان، إذ يفتخرون بانتمائهن لهذا الصرح العملاق. وحين زرته في الماضي البعيد بعد تخرجي، ومنذ فترة كرئيسة لجنة الخريجات، حيث طلبت خريجات التسعينات ميلادي أن يشاهدن عروض حفلات تخرج حقبتهن في المسرح الشهير «مسرح عفت» موقع حفلاتهن. عشت معهن فخرهن بهذه الفترة التاريخية المميزة، وتفهمت تسميتهن لهذه الفترة الإبداعية بالعصر الذهبي. تقول الخريجة رانية سلامة في كتابها «دار الحنان» -الذي استمد منه كثيراً من تفاصيل تاريخ مدرستنا العزيزة في هذا المقال- عن فترة مباني حي خزام «كنا نراه ،نحن الطالبات، «مدينة دار الحنان» نسافر إليها كل يوم لنعيش فيها حياة متكاملة بكل صورها التي ينشدها الإنسان من تعليم وتعارف، وتواصل اجتماعي، وتجارب جديدة، واكتشافات ومساحات شاسعة، ومناظر خلابة طبيعية، ومرافق وترفيه». ومن أبرز المرافق في مباني منطقة قصر خزام هو المسرحين الخارجي والداخلي الذي سُمي بإسم «مسرح عفت» نسبة لأميرة العلم التي نظمت فصول «منظومة تاريخ دار الحنان» بنيّتها الخالصة وحكمتها الرشيدة. زفّ «مسرح عفت» طالبات الثانوية العامة في حفلات التخرج، وهذا جعلني أتَفَهّم لماذا اطلقت الخريجة «داليا بخاري» تسمية العصر الذهبي لدارهن في خزام، فكوني تخرّجت من مبنى الميناء لم استوعب سبب تسميتها. عاشت خريجات الحقبة التسعينية ميلادي أجمل الأوقات في هذا الصرح، الذي افتتحه سمو الأمير عبد الله الفيصل رحمه الله وسمو الأمير محمد الفيصل وسمو الأمير تركي الفيصل أبناء الملكة عفت رحمها الله. وعندما انتقلت الدار إلى هذه المباني ونظرا لكبر هذا الصرح الشاسع العملاق توجّب إنشاء هيكل إداري جديد لإدارته، واختارت السيدة سيسيل بحكمتها وخبرتها الأستاذة فائزة كيال -خريجة الدار ومن أوائل من عمل بالدار- لاستلام هذا المنصب الحساس «وكيلة الشؤون التعليمية».
(المرحلة الرابعة (إغلاق الدار
كانت أكثر الأوقات حزنا لطالبات، وخريجات، وكل من له علاقة بهذا الصرح، هو الخبر المفاجيء لإغلاق دار الحنان، حيث تراوحت المشاعر وقتها بين حزن وصدمة وغضب كما وصفت الخريجة رانية سلامة في كتابها دار الحنان. ”أعلنت الأميرة سارة الفيصل خبر الإغلاق بعد مرور خمسين عاما على تأسيس دار الحنان بدموع الأسى والحزن والألم»
المرحلة الخامسة
افتتحت دار الحنان مجددا في مبنى متواضع لرياض الأطفال في حي الحمراء لفترة مؤقتة، ثم انتقلت الدار إلى مبانٍ جديدة في حي الزهراء. تتميز المباني الجديدة بأنها فاخرة تليق بتاريخ دار الحنان المشرق. والان تستعيد الدار مجدها بمميزات لها، لا تستطيع المدارس الأخرى أن تتفوق عليها فأهم ميزة عدد خريجاتها الذي فاق ٣٠٠٠ خريجة، لكونها أقدم مدرسة نظامية للبنات في المملكة، ومن مميزاتها أيضا تمسكها بلغة القرآن اللغة العربية وتعليم اللغة الانجليزية ابتداءً من مراحل رياض الأطفال وفي جميع المراحل، وريادتها في تطوير التعليم مدى التاريخ
بناء الشخصية المتكاملة
تميزت دار الحنان منذ البداية بمجموعة إداريات تخرجن من الدار وعملن فيها، كان لهن أثر على الطالبات بالقدوة التي أظهرنها من الخلق الحسن وأناقة الملبس ورشاقة البدن الذي جذب الطالبات للإقتداء بهن. وكان من المهم تفقد المعلمات لمظهر الطالبة في طابور الصباح بشعر مسرح وأظافر مقلمة وملبس (مريول) مرتب وجوارب بيضاء وأحذية سوداء. والانتظام كان في طابور الصباح مصحوبا بقراءة قرآن وإنشاد النشيد الوطني وإنشاد نشيد دار الحنان بين فترة وأخرى. وإقامة الإذاعة الصباحية أسبوعيا، كدورة تدور على فصول المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية
وكان لكل فصل معلمة تسمى مربية الفصل تهتم ببنات فصلها وترعى أمورهن. وكانت المعلمات بمثابة أخوات تحنو على أخواتها الصغار. كانت معلماتنا قديرات في تخصصاتهن ومحبات للمادة التي تدّرسنها، وورّثننا حب العلم وتقدير المعلومات، ولاشك أن بيننا ومنّا المشاغبات، لكن كنا نحب المدرسة ونفتخر بانتماءنا لها، وازداد هذا الشعور قوة بعد التخرج….تعلمنا من معلماتنا قيمة الإسلام والعروبة والعز في مملكتنا، تشبعنا بحب القرآن الكريم والشعر وقصص الأنبياء، عرفنا تاريخ وجغرافية منطقتنا، درسنا النقد والبلاغة والعلوم الإجتماعية، فهمنا العلوم والرياضيات، كما تعلمنا لغات أجنبية الإنجليزية بتوسع وأيضا اللغة الفرنسية. أعطت المعلمات كل مادة حقها، ولذلك لن أنسى استاذة ميسر مربية فصلنا ومعلماتنا أ.منيرة -رحمها الله- ومعلماتنا أ.نزهة أ.فلك وأ.أميرة وأ.هناء وأ.محاسن وأ.هيام وأ.منيفة وأ.عفاف وأ.دعد على سبيل المثال لا الحصر، والكثيرات غيرهن من جميع المراحل، وفي أخر عام لي في المدرسة، بدأت السعودة -التي فطنت لها الاستاذة سيسيل رشدي قبل إلزام المدارس بها لرؤيتها الحكيمة في ضرورة توفير وظائف للخريجات السعوديات والمقيمات في جدة- وأذكر هنا أول معلمة سعودية وقت دراستي كانت الأستاذة رباب برادة، معلمة علم الإجتماع، وكل من لهن الفضل علينا جزاهن الله عنا خير الجزاء.
ولم تقتصر المدرسة على الإهتمام بمظهرنا وتعليمنا وتوجيهنا بل تخطت لبناء الشخصية لتشمل جوانب كثيرة أخرى، مثل النشاطات اللامنهجية في الكشافة، والنظام والرياضة البدنية والمباريات في كرة السلة والطائرة التي كانت من أمتع الأوقات لديّ. كما تعلمنا العمل في فريق خلال اشتراكنا في المسابقات العلمية والثقافية والشعرية. والنشاطات الجماعية مثل اسبوع الكتاب الذي أُلزم على كل فصل عمل بحث علمي يُقيّم في نهاية النشاط. بالإضافة إلى الإهتمام بالبيئة في أسبوع الشجرة.
كما اهتمت المدرسة بالجانب الإبداعي في الموسيقى والمسرح وفي الإيقاع والإلقاء حيث عُرضت قدرات الطالبات الإبداعية في حفلات التخرج نهاية العام. وتم اختيار طالبة مثالية تتميز بالبراعة في جوانب الشخصية المتكاملة التي كنا نتنافس عليها بروح عالية ورياضية وبشغف للوصول لمثالية طالبة دار الحنان.
قالوا عن أميرتنا أميرة العلم
اتفقت بنات الأميرة عفت سمو الأميرة لطيفة وسمو الأميرة لولوة «بتسمية الأميرة عفت بـ(الام) وهي كلمة معبرة عن ماكانت الأميرة عفت بالنسبة لبناتها وطالباتها واليتيمات التي رعتهن، بل كانت الأم والزوجة والإنسانة والصديقة والقريبة وشكلت الصورة النموذجية للمرأة المسلمة»
صاحبة السمو الملكي الاميرة لطيفة
عاصرنا تكوين البلد الذي كان التعليم حجر الأساس لبنائه، هكذا كانت مرحلة حكم الملك عبد العزيز كما يعرفها كل من عاصرها- “كان بوسع والدتي أن توفر التعليم لنا فقط ، ولكنها لم تشأ أن يقتصر التعليم علينا»
صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة
هي من تسلّمت رعاية شؤون مدرسة دار الحنان بعد وفاة «الملكة الأم عفت» رحمها الله عام 1420هـ/2000م وتقول عن والدته
«كانت والدتي بجوار والدي نعم الرفيق، تمارس دورها كزوجة وأم ، وتعرف مايريده تماما كما كان هو كذلك يعرف ماتريده ،ويثق أنها لن تقدم على خطوة مالم تكن مدروسة وتهدف إلى فائدة الجميع في مرحلة البناء التي تتطلب المساهمة الفعالة من كافة أفراد المجتمع لتحقيق النهضة المنشودة» *
صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة الفيصل
“كانت والدتي تؤكد علينا أن تعليم المرأة هو سلاحها، وتوصينا بالتمسك بالدين واحترام الناس جميعا»*
صاحبة السمو الأميرة ريما بنت سعود الفيصل،،،
«كل مانستطيع أن نفعله الان هو أن نقتدي بها، وأن نعلّم أطفالنا كل ماعلمتنا عن الحياة: الحب والعطاء والعائلة»*
تشرف على المدارس الأستاذة نهى عزام سعودية ذات طبع وكلام هادىء ورزين، وتعينها على الأمور الإدارية الأستاذة فائزة نشار مديرة الجودة والتطوير والأستاذة منال بدر مديرة الابتدائي والاستاذة وفاء سلطان مدريرة رياض الاطفال.
المشرفة العامة السيدة نهى عزام 1428هـ
لقد لعبت الصدفة دورا كبيرا في معرفتي بدار الحنان والاستاذة سيسيل رشدي، فأنا من سكان الرياض وخبرتي انحصرت في العمل الإداري وأعرف كثيرا عن المدارس، وبحكم أن المدرسة كانت بجانب منزلي في حي الزهراء ، ذهبت يوما أطلب عملا إداريا مناسبا ، وإذا بمقابلة أ.سيسيل التي أبهرتني بحديثها الشيق واسلوبها الممتع ، وإذا بها تطالب مني أن أكون مديرة للمدارس، في باديء الأمر ترددت كثيرا ولكن وعدتني بالدعم ، ولم تبخل علي يوما بالنصيحة والدعم
عند لقائي الأول بالأستاذة سيسيل لم تكن فقط نصائح، ولكن كان عبارة عن قراءة جيدة لتاريخ دار الحنان، لأنها تعتقد أن إذا أردت أن تكمل بناءً يجب عليك أن تعرف كيف بُني الأساس, اتذكر أنها قالت لي أن هؤلاء الطالبات مثل الزرع كلما رويته بطريقة صحيحة كلما أعاد بالنفع على نفسه ومجتمعه ، نصحتني بالعمل الدؤوب والأمانة والإخلاص فهم عماد النجاح
استاذة فائزة نشار مديرة الجودة والتطوير1407 هـ إلى الآن
اتطلع أن تستمر مسيرة طالبات دار الحنان كسابق عهدها فنحن الآن نرى الطبيبة والمعلمة والادارية وصاحبة الأعمال كثيرات منهن من خريجات دار الحنان ، وستظل طالبات دار الحنان متميزات لوجود قواعد أساسية بالمدارس مازالت مستمرة حتى الآن مع مواكبتها وفق الاندفاعية التطويرية الحالية في المجتمع التعليمي وستكون طالبات دار الحنان بإذن الله من تلك النخبة المتميزة في المجتمع والذي يميز دار الحنان عن باقي المدارس اهتمامها بصقل شخصية الطالبة وترسيخ القيم لديهن .
استاذة منال بدر مديرة القسم الابتدائي 1415هـ إلى الآن
رؤيتي المستقبلية لدار الحنان الابتدائية هي تنشئة جيل قارئ مبدع ومتميز أخلاقيا وعلميا يواكب التطور التكنولوجي ومحب للعمل الجماعي ويحترم آراء الآخرين وينتمي لوطنه. دار الحنان مؤسسة تعليمية مميزة .مميزة بتاريخها العريق. مميزة بأجيال من الخريجات اللواتي تركن بصمة بمسيرة تطور المرأة السعودية.وبالرغم من التواجد الزخم للمنشئات التعليمية في عصرنا هذا فإن دار الحنان مازالت مميزة باستمراريتها في صقل شخصية الطالبة بالأنشطة المنهجية واللامنهجية وفقا للمعاير والقيم التربوية المحلية والعالمية وبقيادة وإرشاد طاقم المعلمات والمربيات ذوي العلم والخبرة وأصحاب المسئولية
استاذة وفاء سلطان مديرة رياض الأطفال 1413هـ إلى الآن
رؤيتي الشخصية أن تكون مرحلة رياض الأطفال بمدارس دار الحنان هي الإختيار الأول لكل أم عندها طفل عمره مابين 3 و 5 سنوات لإنها على قناعة بأن طفلها سيجد بناء الشخصية وغرس القيم في هذه البيئة المميزة. أن تكون مرحلة رياض الأطفال بمدارس دار الحنان مركز نموذجي لتدريب معلمات مرحلة٠
ندعو الله لمدرستنا ودارنا أن تستمر في مسيرة الريادة العلمية، ونتفآءل بنية وإصرار أميرة وملكة العلم الملكة عفت رحمها الله -التي وصّت أبناءها وبناتها بمتابعة مسيرة العلم لدار الحنان، وامتدت تلك الوصية لتحقق إنشاء أول كلية أهلية للبنات في جدة والتي أصبحت جامعة عفت اليوم- ونتفاءل أيضا بحكمة إدارة السيدة سيسل رشدي حفظها الله، والقديرات من الإداريات والمعلمات اللواتي آسسن العلم للبنات على نطاق مدينة جدة والمملكة العربية السعودية. ونتطلع لاكمال مسيرة الدار بإدارتها الحديثة الحريصة على حمل راية العلم وتطويرها، كما عُهد لهذا الصرح، ونرجو لدارنا التي تخرجْت منها أنا وأخواتي رانية زهران ورنين زهران، وكل من تنتمي إليه من آلاف النساء عبر ستين عاما من أجيال مختلفة، وأذكر هنا الأسر المكونة من عدة أجيال التي تخرجن من الدار من أمهات وبناتهن على سبيل المثال لا الحصر أسرة السيدة أميمة مغربي وبناتها وأسرة سعاد عطار وبناتها والسيدة صباح بترجي وبناتها اللآتي برعن بمهارات متعددة، والإداريات والمعلمات والخريجات اللاتي برزن في أقطار المملكة وأصبحن رواد في مجالاتهن مثل البروفسور أروى الأعمى والدكتورة لمى السليمان والدكتورة منال فقيه والسيدة مها فتيحي وكثير لا أستطيع حصرهن جزاهن الله خيرا ووفقهن ببركة هذا الصرح العلمي الرشيد, ومما لاحظنا بين الخريجات أن لدينا اتصال مميز يظهر كلما التقت الخريجات ببعضهن في لغة موحدة توصلهن هي لغة الانتماء لثقافة دار الحنان. يغلب عليّ شعور الفخر بانتمائي لهذا الصرح التاريخي التعليمي .سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
صورة للكاتبة والخريجة رفيف زهران صورة رفيف سنة 1982 في دار الحنان.
One Response
قرأت مقالك وتأثرت كثيرا.. تذكرت احلى ايام عمرنا ودراستنا الجميلة الراقية.. كلامك ووصفك الدقيق رجعني للايام الحلوة والصحبة الجميلة والدراسة الرائعه في دار الحنان اللي افتخر بها وبمديرتها وباساتذتها وبصرحها.. ياريت ترجع تلك الايام لنستمتع بها مره اخرى ونخبرها بمافعلت بنا الايام من بعدها من غربة وآلام.. لكن تظل دار الحنان ذكرى شامخه ونشيدها اللي اردده للان.. واسرد قصة تكريمي بشهادة من الملكة عفت رحمها الله رحمة واسعة.. اخذت شهادة منها في النشاط اللامنهجي.. انا من دفعة سمر علاقي وريم عرب وشاليمار شربتلي.. شكرا لك على كلامك الصادق والراقي كرقيك.. الجميل كجمال قلبك.. معك الاخت إيمان بنجر. من متخرجات المتوسطة عام ١٩٨٤.. خفظنا الله ورعانا وذرياتنا ويبارك لنا في كل نعمه.. يارب