تزامنًا مع الموسم الفني لشهر مارس، افتتح الفنان “شعشعي” معرضه الشخصي “ليلة وألف ليلة”، الذي يعد تدشينًا لاستديو “شعشعي” المتجاوز كونه مساحة فنية ليصبح مشتلًا للأفكار والمشروعات الإبداعية التي تعكس التفاعل الثري مع المجتمع الفني في حي جاكس بالدرعية.

ضمّ معرض “ليلة وألف ليلة” ستة أعمال فنية عبر فيها الفنان عن موضوعات متعلقة بتاريخ المملكة وإعادة تشكيل الذاكرة الجماعية والهوية الثقافية في ظل التغيرات المعاصرة، وذلك تحت إشراف القيم الفني عمر العريفي.

ينقلنا “شعشعي” عبر معرضه إلى رحلة عبر الزمن لاستكشاف الأحداث واللحظات التي سبقت رؤية 2030.

وفي تصريح خاص للفنان شعشعي، قال: “ليلة وألف ليلة هو الافتتاحية الرسمية لاستديو شعشعي، الذي أهدف من خلاله إلى تبني مصطلح ‘الابتكار بالفن’، شاكرًا وممتنًّا لوزارة الثقافة وإدارة حي جاكس -مقر الاستديو- لدورها في خلق هذا المكان الذي نستطيع من خلاله أن نشهد الكثير من التفاعل، كالذي أشهده في معرضي الشخصي هذه المرة، حيث خرجت بأسلوب مختلف تمامًا وذهبت إلى منطقة بعيدة عما اعتاده المجتمع الفني مني. أنا في ‘ليلة وألف ليلة’ راوٍ بصري، أعمل على توثيق القصص المتجذرة في الوعي الجمعي وأعيد صياغتها مستلهمًا ذلك من الثقافة العربية والإسلامية”.

ويستكمل: “المعرض يحمل في طياته قصصًا وذكريات من زمن ما قبل الرؤية، من محتوى وأدوات وخامات قمت باقتنائها وجلبها من بقايا المستخدمات القديمة من أخشاب وأبواب ونوافذ وكماليات منزلية شعبية، كل عمل في هذا المعرض أطلقت عليه اسم ‘ليلة’ ليحمل قصة وقضية تعود لما قبل الرؤية، وبدأت أولى الأعمال بالليلة الثانية لأن الليلة الأولى هي ليلة 25 أبريل 2016، ليلة الرؤية”.

وأشار القيم الفني عمر العريفي إلى أن “ليلة وألف ليلة” هو ثمرة لقاءٍ مثمر مع الفنان شعشعي ونقاش حول موضوع المشهد الحالي أعقاب رؤية 2030. وقال العريفي: “اكتشفنا أن الجيل الحالي يرى هذا التغيير لكنه لا يستوعب أو يتخيل القصص التي نرويها وعشناها، وكأننا نرويها من نسج الخيال مثل قصص ألف ليلة وليلة”.

وأضاف العريفي أن المعرض يعكس الحقب التاريخية والتحولات الثقافية التي مرت بها المملكة، مشيرًا إلى أنه يوفر للجيل الجديد فرصة للتواصل مع القصص التي شكلت مرحلة مهمة من التاريخ.

ومن المتوقع أن يستمر معرض “ليلة وألف ليلة” في استديو شعشعي حتى شهر أبريل، مقدمًا خلال شهر رمضان المبارك سلسلة من الجلسات الحوارية لمناقشة الموضوعات والأفكار التي طرحها المعرض.

يُذكر أن “شعشعي” هو الفنان راشد الشعشعي، أحد رواد الفن المعاصر في المملكة العربية السعودية. تستكشف ممارساته الفنية العلاقة بين الأحداث والأشياء الشائعة والقضايا الفلسفية، مثل تأثير الحداثة المجتمعية على الفرد ودور الميديا والنزعة الاستهلاكية، وذلك لتفسير السياق الاجتماعي والبيئة المُحيطة بإنتاجه الفني. تُظهر أعماله التغيرات والانقسامات الاجتماعية التي تحدث بالتزامن مع التطور.