تعتبر صناعة الموضة وتصميم الأزياء واحدة من أكثر الصناعات إبداعًا وتنوعًا في العالم, حيث يمكن للمصممين التعبير عن رؤيتهم الفنية والإبداعية من خلال تصميم أزياء فريدة ومبتكرة. ومن بين هؤلاء المصممين الموهوبين يبرز اسم اسماء محمد مصممة الأزياء الموهوبة والمتخصصة في المخطوطات والفنون الإسلامية, والتي دمجت بين هاتين الفئتين الرائعتين في أعمالها الفنية.
بدأت رحلة مصممة الأزياء اسماء في عالم الفن والإبداع منذ سن الثالثة عشر, وسرعان ما تطورت هذه الهواية إلى شغف حقيقي.
قامت بتنمية مهاراتها من خلال التعلم الذاتي والاستفادة من الكتب والدورات المتخصصة في مجال الأزياء. وعلى الرغم من انشغالها بدراسة مجال آخر في الجامعة, إلا أنها لم تترك شغفها بتصميم الأزياء واستمرت في تنمية موهبتها ومهاراتها في هذا المجال.
ولكن ما يميز اسماء هو تفردها في اختيارها لتجسيد فنون الإسلام والمخطوطات في أعمالها الفنية.
تحاول من خلال تصاميمها الجمع بين الأناقة العصرية والتراث الإسلامي الغني بالفنون والمخطوطات الجميلة. وقد تمكنت من تحقيق ذلك من خلال تطبيق تقنيات فنية متقدمة واستخدام أقمشة ومواد فاخرة تحاكي التراث الإسلامي.
تألقت اسماء في أول ظهور لها في سمبوزيوم المدينة الدولي للفنون، حيث قدمت عملًا استثنائيًا يحمل اسم “أعراق”. كانت هذه القطعة الفنية تجسد تمامًا رؤيتها في دمج الأزياء والفن المعاصر في صورة عصرية وجميلة.
صرحت اسماء عن أول عمل فني لها (أعراق ): جاءت فكرة العمل من خلال المشاهد اليومية التي أراها في المسجد النبوي كمتطوعة في المواسم الرمضانية، وتنوع ثقافات الزائرين للمسجد النبوي والذي يعكس التنوع الثقافي الغني في المدينة المنورة. والمعتمرون والزائرون يأتون من مختلف الدول والثقافات و يتميزون بتصاميم مختلفة للملابس والأزياء و الرداء التي تعبر عن تراثهم وثقافتهم.
وعن الخامات المستخدمة في العمل فقد تم شرائها من محلات أقشمة الحجاج والزوار المتواجدة حول الحرم. وذلك لإعطاء الإحساس الحقيقي لكل من يرى العمل بأنه ينتمي لحجاج وزوار المسجد النبوي بالمدينة المنورة. وقالت اسماء: الطموح لا يقف هنا سيكون (أعراق) فاتحة لأعمال أخرى مميزة تتبعه بإذن الله .
تشكل مصممة الأزياء الموهوبة والمتخصصة في المخطوطات والفنون الإسلامية مثالًا حيًا على قدرة الفن على تجاوز الحدود والتحدّي. تمكنت من دمج تراثها الثقافي بروح العصر الحديث، وخلقت عملًا فنيًا استثنائي تلهم الآخرين وتعكس تفردها وابتكارها. بفضل رؤيتها الإبداعية والجريئة، فإن “أعراق” ليس سوى بداية رحلتها في عالم الأزياء والفن المعاصر. نحن متشوقون لما ستقدمه في المستقبل، ونتطلع لمشاهدة المزيد من أعمالها المميزة التي ستستمر في أثراء عالم الموضة والفنون الإسلامية.