تعد زيارة أول “خلف الستار” في استوديو الدكتور أحمد ماطر الفني في حي جاكس بالرياض تجربة مثيرة ومميزة، حيث يتم استقبال الزوار بباب مفتوح لعالم الفن والتاريخ الغير الرسمي. يقدم الاستوديو فكرة فريدة من نوعها، حيث يتم أرشفة وتجميع مجموعة رائعة من المطابع والأجهزة التصوير القديمة.

بمجرد دخولك إلى الاستوديو، ستجد نفسك محاطًا بأجواء تاريخية ساحرة، حيث يعكس تصميم الديكور والتنسيق الداخلي تفاني الدكتور أحمد ماطر في إحضار القطع التاريخية وإعادة إحيائها.

تتراوح المطابع والأجهزة التصوير من الأجهزة القديمة التي تعود إلى عقود مضت، مما يعكس تطور تقنية الطباعة والتصوير على مر الزمن.

ومن بين الكنوز التي تحتضنها أرفف الاستوديو، تجد نسخًا قديمة من مجلة ديزاين، وهي مفاجأة تضفي جوًا من الحنين والإثارة.

يجمع الدكتور أحمد ماطر بين احترافه كطبيب سعودي وشغفه بالفن التشكيلي المعاصر، حيث يهتم بتوثيق وتسجيل حقائق متعددة عن المملكة المعاصرة من خلال أعماله الفنية.

بالإضافة إلى استكشاف التاريخ الغير رسمي للمملكة وإلقاء الضوء على جوانبها التي قد لا تكون معروفة على نطاق واسع.

شارك الدكتور أحمد ماطر أعماله في معارض مهمة على مستوى العالم، مثل معرض “الكلمة في الفن” في المتحف البريطاني وبينالي الشارقة في عام 2007. كما قام بتنظيم معارض فردية في مدن مثل نيويورك والشارقة ودبي وإيطاليا، حيث أثبتت أعماله روعتها وجاذبيتها الفريدة.

ويعتبر الدكتور أحمد ماطر أول فنان سعودي يقيم معرضًا فرديًا في الولايات المتحدة في عام 2016، مما يعكس تأثيره وانتشاره الدولي. ويعد واحدًا من الفنانين السعوديين المعاصرين البارزين، حيث يجمع بين الموهبة الفنية والرؤية الثقافية العميقة. يسعى دائمًا لتوثيق وتسجيل تاريخ وثقافة المملكة بأسلوبه الفني الفريد، مما يساهم في إثراء المشهد الفني في المملكة وتعزيز التواصل الثقافي بين الشعوب.

في ختام الزيارة، يترك استوديو الدكتور أحمد ماطر انطباعًا قويًا وملهمًا للزوار، حيث يتم تحفيزهم على استكشاف التاريخ والثقافة المتنوعة للمملكة العربية السعودية من خلال الفن. يعمل الدكتور أحمد ماطر كجسر بين الماضي والحاضر، وبين الثقافات المختلفة، وهو يساهم بشكل كبير في إبراز الهوية الفنية والثقافية للمملكة وتعزيز قدرتها على التواصل العالمي. ويثبت أن الفن ليس مجرد تعبير فني، بل هو وسيلة لنقل الرسائل وتوصيل الأفكار والقيم الثقافية.

تتيح هذه التجربة الفريدة للزوار, فرصة الاستمتاع بالجمال الفني وتعمق فهمهم للتاريخ والثقافة. إنها رحلة ممتعة وتعليمية في عالم الفن البارز، حيث يتم توثيق الماضي وتجسيده بأسلوب مبدع ومفعم بالحياة.