DesignKSA

“بلد الفن” موطن الإبداع في جدة التاريخية

تتميز “جدة التاريخية” بتاريخ عريق يمتد لآلاف السنين، حيث تعد واحدة من أقدم المدن المزدهرة في المملكة. ومن خلال شعارها الملهم “العودة إلى الأمام”، تسعى مدينة جدة إلى إحياء تراثها العريق وتعزيز الابتكار والإبداع في مجال الفنون والثقافة. تعتبر هذه الرؤية الجديدة لها وجهة جذابة للسياح والمقيمين على حد سواء، حيث تجمع بين التراث والحداثة بطريقة متناغمة.

و في لقاؤنا مع ايمان محرق، مدير مشروع بلد الفن، سنكتشف موطن الإبداع في جدة التاريخية مبادرة “بلد الفن”. و نستعرض أبرز المعارض والفعاليات التي تشهدها جدة التاريخية، حيث تحولت جدة التاريخية إلى ساحة مفعمة بالحياة والنشاطات الثقافية والفنية.

(العودة إلى الأمام).. ما سرُّ هذا الشعار.. وماذا يعني؟

فكرة الشعار مبعثها أن الجذور هي الأساس في الانطلاق، ويعني أنه كلما امتدت جذورنا في ثقافتنا وتاريخنا، كنّا أقوى انطلاقًا؛ فتاريخنا عريق ومتأصل، ويتأقلم مع كل ما هو معاصر.

وعن أبرز المعارض والفعاليات التي تشهدها جدة التاريخية

معرض سندباد، معرض شيء ما، المدن الحارة، معرض بيت نصيف، شارع المعلقات، وبرامج الموسيقى والفن الأدائي، اضافة إلى برنامج “الجاز  في جدة “، ومعرض خريجي المعهد الملكي للفنون التقليدية المقام في بيت نصيف، وبرنامج سماع والمعرض الموسيقي في بيت قوتة.

برنامج “الجاز  في جدة “
بيت النوار

دور بلد الفن والمؤسسات الفنية في نهضة الفنون والسياحة المحلية

يتمثل دور بلد الفن في نسخته الأولى بتقديم برامج مستدامة تدعم الأهداف الاستراتيجية؛ لإعادة إحياء منطقة جدة التاريخية كمركز إبداعي، حيث تركز هذه البرامج على رعاية المواهب المحلية، وتنمية التعاون الفني، وتعزيز مشاركة المجتمع في الأنشطة الثقافية التي لها تأثير دائم على البلد.

كما يسعى بلد الفن إلى تشجيع الفنانين والمبدعين على جعل المنطقة التاريخية موطنهم الإبداعي، حيث يستمدون الإلهام من المناطق المحيطة لتنمية إبداعهم وتحقيق أفكارهم.

المعهد الملكي للفنون التقليدية

دور المعهد الملكي للفنون التقليدية في دعم مجال التراث والفنون التقليدية

يقدَّم المعهد جهودًا بنَّاءة منذ انطلاقته، وذلك من خلال تنفيذ عدد من المبادرات في مجالات الفنون التقليدية، للتعريف بثقافة المملكة وتاريخها العريق، وتحقيق أهدافه الواعدة، للإسهام بشكل مباشر في تعزيز مستهدفات رؤية المملكة 2030، من خلال تدريب عدد من المستفيدين في مجالات الفنون التقليدية عبر 3 مسارات: برامج التعليم المستمر بما فيها الدورات القصيرة والبرامج التخصصية، وبرامج التلمذة بثلاثة مستويات تتراوح مدتها ما بين 6 – 9 أشهر للمستوى الواحد، والبرامج الأكاديمية في الفنون التقليدية والتراث الثقافي والمتاحف؛ ما يسهم في تعزيز القدرات الوطنية في هذا المجال، واستثمار المواهب المتميزة وتأهيلها، والتمكُّن من اغتنام الفرص الواعدة المتمثِّلة في الاحتياجات المتجددة والمتسارعة؛ لتشكيل مستقبل الفنون التقليدية والحرف اليدوية. كما عقد المعهد شراكات محلية ودولية مختلفة مع جهات رائدة عدة في قطاعات الثقافة والتراث والفنون؛ سعيًا نحو تحقيق المستهدفات والتطلعات السامية، وفق أعلى المعايير.

معرض “شيء ما”: تحرير الخيال لإثبات أن الأشياء مستقلة ولها وجودها الخاص

صاغ غراهام هارمان مصطلح الفلسفة الشيئية في عام 1999، ثم انتقل لاحقًا إلى تطوير الأنطولوجيا الشيئية كعلمٍ يضع الأشياء في مركز بحثه، مُتحديًا المفهوم التقليدي للفلسفة المتمحورة حول الإنسان،وانطلاقًا من نظرية هارمان، يعتمد معرض “شي ما” على إمكانياتها الأكثر غموضًا وإبهامًا، التي تنقل حيز الواقع من كونه مفهومًا ومفسرًا إلى مجهول ووجودي، رافضًا الامتياز الذي نمنحه للوجود البشري على حساب الأشياء غير البشرية.

في هذا المعرض، تستخدم القيِّمة الفنية جمانة غوث بالتعاون مع غراهام هارمان منحوتات تركيبية صُممت خصيصًا للموقع من قبل فنانين محليين وعالميين لإعطاء مساحة لغير البشري. يكشف أيضًا المعرض البيئة المادية وغير المادية لمنطقة البلد التاريخية في جدة والتراث الإسلامي في المنطقة، وذلك باستخدام التلميح أو الإشارة أو التنويه غير المباشر بدلًا من الوصول المباشر إلى المعرفة.

يحتفي المعرض بفكرة أن الفن لا يتعلق بالمعرفة، فهو لا يصف وظيفة أو كينونة الشيء، ولا يُعد دوره الأساسي توصيل المعرفة حول موضوعه. عوضًا عن ذلك، يعرض سلسلة من الأشياء التي تنقلب على نفسها، وتُصبح شيئًا جديدًا خاضعًا للتغيير. 

يُشجعنا الفنانون والأعمال الفنية المعروضة على إعادة تقييم علاقتنا مع العالم المادي، من خلال تشكيل الرؤى المفاهيمية للأنطولوجيا الشيئية. في منطقة فريدة ذات جذور إسلامية، يدعونا المعرض إلى النظر في فكرة الأعمال، بوصفها مستقلة وجوديًّا ومتفاعلة مع بيئتها بشكل حر، بعيد عن التصور البشري تجاه عدد لا يحصى من التفسيرات المحتملة.

يهدف معرض “المدن الحارة” إلى عرض مهارة المعماريين في التعامل مع تحديات المستقبل. يقدم المعرض نظرة شاملة على التكيف المناخي لعواصم العالم العربي في بيت أرامكو بالبلد. يبدأ المهندسون المعماريون في العالم العربي بتجربة التقنيات التقليدية التي تسمح لهندستهم المعمارية بتقليل الحرارة وتوفير بيئات أكثر برودة في الداخل والخارج.

وتعد هذه الخبرات مهمة بشكل كبير في مواجهة تحديات التغير المناخي، وتعكس هذه الأمثلة المعمارية كفاءة المهندسين المعماريين في المنطقة وجودة ابتكاراتهم.

وبالنسبة لبرنامج “سماع”، يركز بشكل أساسي على المشاركة المجتمعية وتوفير فرصة للجميع للمساهمة والمشاركة في اختيار المحتوى. يسعى برنامج “سماع” لسد الفجوة في دعم الثقافة الموسيقية وتعزيز التعليم البديل. يتميز البرنامج بتنوع منهجياته الفكرية ويضم مجموعة متنوعة من الأصوات والثقافات الموسيقية في مركز البلد.

في الختام، إن مبادرة “بلد الفن” في جدة التاريخية تبرز التراث الثقافي وتجسد التلاقي بين الماضي والحاضر، وهو محفز قوي للإبداع والتجديد. إن تعزيز الفنون والسياحة المحلية في جدة يعزز الهوية الثقافية ويسهم في تنمية اقتصاد المدينة وزيادة جاذبيتها للزوار .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *