DesignKSA

” كوثر سمارن ” فنانة بصرية تتميز أعمالها بالتركيز على صناعة النسيج بمختلف أساليبه

يعد فن النسيج واحدًا من أقدم فنون الإنسانية المعروفة، ويتميز بتقنياته المتطورة وجمالياته الفريدة. ومن بين الفنانين الذين يتميزون بموهبة و إبداع بهذا المجال هي “كوثر سمارن”. فنانة بصرية متعددة الوسائط، تنتمي إلى مدينة جدة وتقيم حاليًا بالرياض، وتبلغ من العمر 25 عامًا .

تبلورت موهبتها الفنية منذ صغرها كهواية، إلا أنها اتجهت إلى الدراسة الأكاديمية في جامعة جدة، حيث تخصصت في كلية التصاميم والفنون وتخرجت عام ٢٠١٩. حيث كانت رحلة مثمرة من تعلم أساسيات الفن، وتاريخه الطويل مما ساعد في بناء إدراك الفني الذي يتسم بالتطور المستمر. 

تسعى سمارن إلى خوض تجارب جديدة دائما ، وانتاج المزيد من الأفكار والأعمال الشخصية، حيث أنه أصبح اسلوب حياة وقدرة على العمل المتواصل من أجل تخطي حاجز المجال الأكاديمي الذي اعتادت عليه.

وفي ممارساتها الفنية تحاول سمارن القيام بعمليات بحث مستمرة مع القدرة على التنفيذ بالخامات المتنوعة.

ومن خلال هذه المقالة، سنتعرف على إبداعات هذه الفنانة وأساليبها المبتكرة في صناعة النسيج، ونتعرف على أهم أعمالها الفنية الفريدة .

تعتمد أعمال سمارن على صناعة النسيج بمختلف أساليبه، حيث تقوم باستخدام جهاز مسدس النسيج والذي يعرف بـ Tufting Gun في صناعة قطع متنوعة تعبر عن رؤيتها، و تحاول دائما أخذ هذه التقنية إلى مدى واسع من التجارب المختلفة لإيجاد أجوبة فنية تستطيع من خلالها إبراز النسيج كأداة تعبير فارقة. 

صرحت سمارن عن قصة ارتباطها بهذا الفن : بدأ ارتباطي بهذا الفن من خلال المعنى الضمني له حيث يعد النسج عملية متكررة بحركة واتجاه لا متناهي، ومن هنا يأتي المفهوم الشخصي المربوط به والذي أحاول دائما ابرازه في أعمالي وهو المحاولات والحفاظ على الاستمرارية والسعي مع جريان الحياة هو ما يجعل الفنان مهم ومتدفق للعطاء. 

ولذلك جاءت هذه التقنية في تأسيس هذه البنود مع كل قطعة، حيث يتم تشكيل زوجين من خيوط الصوف يتحركان بانسجام وتعقيد من خلال آلة يتحكم بها الانسان في خلق مساراته إلى أن تنتهي في مساحة واسعة من القصص التي تخرج للنور.

و من أهم أعمالها الفنية الفريدة :

رِباط الحكاوي ٢٠٢٢ – إقامة البلد

يناقش العمل أهمية نقل وتوثيق القصص أو ما أحب أن اسميه باللهجة العامية لسكان جدة “الحكاوي”، في صمود المشهد التاريخي للبلد إلى اليوم. فكل ما حولنا من أُناس ومنازل وعادات موروثة وأطعمة وغيرها هو عبارة عن حكاوي متجسدة بأشكال ومفاهيم مختلفة. ومع ارتباطها بالبحث عن هوية المكان، وكيف يمكن للمفاهيم غير الملموسة مثل الحنين والذاكرة الجمعية الخاصة بأهلها أن تساعد في بقاء جذور هذه الهوية متأصلة في زوايا البلد.

ولأن مكان الإقامة هو (رِباط الخنجي) الذي أُنشئ كمأوى للأرامل و اللواتي يحتجن لمن يعولهم، ثم اصبح مساحة للفنانين المقيمين ، فإنه يعد مخزون من التاريخ والذكريات المتجسدة حولنا.

ولإثبات استمرارية هذه الحكاوي قامت بنسج مجموعة من الحلقات المتسلسلة والمترابطة التي تمثل كل حلقة منها حكاية صامدة منسوجة بعناصر ونقوش واقمشة والوان تنتمي للبلد.

واسقاطاً على المعنى العكسي للسلسلة الذي يعبر عن القمع والتوقف والحد من الحرية كان العمل هنا بمثابة الترابط والصمود المستمر للحكاوي وأهمية نقلها والحفاظ عليها، وكلمة (الرِباط) الخاصة بالمكان هي التي تربط وجودي كفنان وتوثق أثر جديد في هذه السلسلة.

صمود 2022 – المعهد الملكي للفنون التقليدية 

يناقش العمل رحلة ماضي وحاضر النسيج حيث بدأت القطعة بنسيج تقليدي (السدو) وانتهت بنسيج معاصر (Tufting)

مع اطلاعها على مسابقة المعهد الملكي للفنون التقليدية التي اهتمت بدمج التقنيات التقليدية بالمعاصِرة بدأت بتصميم هذا العمل الذي يخص تقنية السدو، وسبب صمودها لليوم كتقنية نسجّية.

و لأنها ليس لدي خبرة في تقنية السدو برزت فكرة تعلم وتوثيق ما لا أعرفه وربطه بتقنية الـ Tufting التي تجِيدُها، عن طريق تصميم متصل يربط أساس وصمود ماضي السدو مع مرونته وتكيُّفه الباقي مع الواقع الفني المعاصر، بنقوش تم اختيارها بعناية لتمثل الحركة المستمرة لهذا الصمود.

تم استلهام الحركة المائلة من الكثبان الرملية في الصحراء التي تعد مسقط رأس السدو، ومع رحلتي التعليمية والخوض في مفاجآت هذه التقنية واسرارها، وصولًا لنقطة.

الهدف 2023 – إقامة مسك السادسة

جاء هذا العمل تعاوناً مع صديقي الفنان علي الموسى @Eligatou حيث يعبر عن طفولته من خلال مفهوم العادات والتقاليد وكيفية إعادة صياغتها بشكل معاصر. 

وصف مزرعة العائلة بالمقصد الذي يتوجه إليه كل عام لقضاء الصيف، والغوص في أشجار النخيل المتناثرة وطريقها الوعرة للوصول إلى مستطيل البحيرة. 

تشدو الألوان الصارخة والتباين الصريح لقطع النخيل في اختزال ذاكرة الطفل داخل علي والذي يعبر دائما عن الحياة المفعمة بالخيارات والتشتت والرغبة بكل شي.

و في الختام ذكرت سمارن : نسأل الله الاستمرارية في المحاولات و البحث عن المعاني الإنسانية فيما نفعله كفناين. 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *