تستعد الفنانة منال الضويان لتمثيل المملكة العربية السعودية في الدورة الستين من معرض الفنون الدولي – بينالي البندقية. يعد هذا المعرض من أبرز الأحداث الفنية العالمية، وسيقام في الفترة من 20 أبريل إلى 24 نوفمبر في العام المقبل.
حيث ستقدم الضويان من خلال الجناح الوطني السعودي الدائم في قاعات الأسلحة بمجمع الأرسينالي في مدينة البندقية بجمهورية إيطاليا، وهذا بتكليف من هيئة الفنون البصرية.
يعكس هذا التكليف الثقة التي توليها الهيئة لإبداعاتها وتمثيلها للتراث والتطور الفني في المملكة. ومن المتوقع أن تستقطب مشاركتها اهتمامًا كبيرًا وتعزز التواصل الثقافي بين السعودية والمجتمع الفني العالمي.
و صرحت دينا أمين، الرئيس التنفيذي لهيئة الفنون البصرية، حول هذه المشاركة قائلة: “يهدف مهرجان الأفلام السعودي إلى إبراز المواهب السعودية في مجال السينما ودعمها وتعزيزها على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. نحن فخورون بتمثيل منال الضويان في معرض الفنون الدولي – بينالي البندقية، والذي يُعتبر واحدًا من أهم المنصات العالمية للتبادل الثقافي”.
و أوضحت الفنانة منال الضويان حول اختيارها لتمثيل المملكة قائلة: “على مدى العقدين الماضيين، أتاحت لي مقاربتي الفنية إمكانية المشاركة في التحولات الجارية في بلدي, وأرى في بينالي البندقية للفنون فرصة نادرة لتقديم ممارستي الفنية كما أصبحت عليه اليوم ضمن سياق المجتمع، والبلد، والعالم الذي أعيش فيه”.
وتُعد “الضويان” واحدة من أهم الفنانين المعاصرين السعوديين الذين يعملون على المستوى الدولي وتستخدم مختلف الوسائط الفنية كالتصوير الفوتوغرافي، والتسجيلات الصوتية، والمجسّمات، والتشارك الاجتماعي، وتتناول في أعمالها قضايا التقاليد، والذاكرة الجماعية، ومكانة المرأة، وتمثيلها وتُلقي نظرةً نقديةً على التحولات الثقافية والاجتماعية التي تشهدها المملكة، كما وتجوب في عملها عبر المساحات التي تتداخل فيها الأبعاد الشخصية والمجتمعية، مستكشفةً موضوعات الاختفاء والنسيان المتعمَّد والذاكرة الجماعية.
وحظيت أعمالها على مدى مسيرتها الفنية الطويلة صدى واسعًا لدى الجمهور من جميع أنحاء العالم، وكان لها أثر كبير في تعزيز الترابط والتفاعل والمشاركة. وتشتهر “الضويان” بأعمالها التركيبية التشاركية الاجتماعية، مثل عمل :
التي تُنشئها انطلاقا من ورشات عمل تفتح قنوات التواصل بين آلاف النساء في المملكة، وتتناول قضايا العادات الاجتماعية المرتبطة بوضع المرأة في المملكة والمنطقة.
مؤخرًا، قامت الفنانة الضويان بإنشاء عمل أدائي بعنوان “من الأطلال تزدهر الأفكار” في متحف سولومون جوجنهايم في نيويورك. في هذا العمل، دعت الزوار إلى التجوال في مساحة معينة حيث تتواجد أعمدة مغطاة بلفائف خزفية تحتوي على نصوص وصور تمثل السرديات التي تؤطر العلاقة الاجتماعية مع المرأة على مر الأجيال.
ثم طلبت الضويان من الزوار المشاركة في مبادرة جماعية مؤثرة للتعبير عن الاحتجاج من خلال تكسير اللفائف، بهدف تجريد الكلمات والصور من سلطتها وتشجيع التضامن بدلاً من التفرقة، وتسليط الضوء على الحاجة إلى اعتماد مقاربة شاملة لمساعدة النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم.
وتُعد هذه المشاركة ثاني تكليف لهيئة الفنون البصرية في بينالي البندقية ضمن أربعة مشاركات للجناح السعودي، وستكون ثالث مرةٍ تُمثل فيها امرأة بلدها بمعرض الفنون الدولي, وسيجري الإعلان عن مفهوم العمل التركيبي الذي تنوي “الضويان” إنشاءه والتفاصيل الإضافية في مرحلةٍ لاحقة، والذي سيعكس من خلاله الجناح الوطني السعودي موضوع البينالي: “أجانب أينما حللنا”، تحت إشراف أدريانو بيدروسا، الذي يدعو الفنانين إلى النظر في الاختلافات والفوارق المتأتّية من الهوية والجنسية والعرق.