حوارًا ممتعًا مع الأديبة نسرين غندورة حول إصدار كتابها الجديد بعنوان “جموح الروح”. سنتحدث فيه مع نسرين حول إصدارها الجديد “جموح الروح”.
سيتاح للجمهور فرصة فهم الكتاب بشكل أكبر واكتشاف الأفكار والمفاهيم التي يحملها، مما يثير الفضول والتشويق لقراءة الكتاب واستكشاف عالمه الفني.
ستكون هذه المقابلة فرصة لنا للتعرف على الأديبة بشكل أعمق واستكشاف عوالمها الإبداعية.
عرفينا عنك ؟
أنا أصلي من مكة، ولكنني وُلدت في جدة وعشت فيها معظم حياتي. والدي ووالدتي يحملان تقديرًا كبيرًا واعتزازًا شديدًا بالهوية الإسلامية العربية، وكانا حريصين على تنشئتي وتنشئة إخوتي على قيم هويتنا. وهذا الأمر نشأت في ظله، مما جعلني أتعلق باللغة العربية الفصحى وأحبها منذ صغري. بدأت ميولي الأدبية تظهر في المدرسة، حيث كنت متفوقة في مواد اللغة العربية والإنجليزية، وكنت أحب التعبير. كانت مكتبة منزلنا مليئة بالكتب التراثية، وكنت أستمتع بقراءتها، وخاصة الشعر.
حصلت على درجة البكالوريوس في إدارة نظم المعلومات من جامعة دار الحكمة، وحصلت على درجة الماجستير في استراتيجيات الإيسام من OMNES. عملت ككاتبة نسخ في شركة DDB جدة. في عام ٢٠١٨، بدأت في الاهتمام بالفلسفة. وحاليًا، أعمل كمُيسرة للتفكير الفلسفي المتقدم P4C في معهد بصيرة.
متى بدأتي بالكتابة وكيف تطورتي مع مرور الوقت ؟
في عمر ١٣ تقريبا، وكنت أقرأ روايات كثير خصوصاً الروايات التاريخية والفانتازيا والخيال العلمي. أتذكر رواية العصفورية لغازي القصيبي الله يرحمه، كانت تجربة مميزة وغيرت نظرتي لمفهوم الرواية. مع الوقت سار عندي تراكم معرفي في كتابة الرواية من خلال القراءة. عام ٢٠٠٦ نشرت روايتي الأولى “النهر الثالث” اتعلمت كثير من التواصل مع القراء والمشاركة في معارض الكتاب والفعاليات الثقافة في السعودية والإمارات ومصر ولبنان. وقررت أني أدرس الكتابة الإبداعية عشان أطور موهبتي أخذت دورات في أكسفورد رويال أكاديمي وسيتي يونفرسيتي وأكاديمية فابير آند فايبر في بريطانيا. وكمان قرات كتب كثير متخصصة في فن الرواية، وصار عندي قسم خاص بيها في مكتبتي. أحاول دايما أني أستفيد من أي فرصة عشان أتعلم. أحاول دايما أن كل رواية تكون أفضل من الي قبلها وإن أقدم إضافة نوعيه للأدب .
عن الكتب التي ألفتِها ؟
روايتي الأولى “النهر الثالث” تدور حول رحلة فريق صحفي خلال حرب العراق في عام 2003. تركز الرواية على تسليط الضوء على الجوانب الإنسانية والثقافية والاجتماعية للعراق، بعيدًا عن تغطية الأخبار الحربية والحصار. إذا كان علي تلخيص الرواية في كلمة واحدة، سأختار “الصمود”. يُعلمنا التاريخ أن الحروب والأزمات تنتهي، ولكن الحياة تستمر. هناك شعوب كثيرة نجحت في الصمود وإعادة إعمار بلادها، واستطاعت الحفاظ على ثقافاتها رغم المآسي والصعاب.
شاركينا تفاصيل عن كتاب جموح الروح ؟
هدفي هو تقديم تجربة رائعة للقارئ، ولذلك أوليت اهتمامًا بالنص والتصميم في روايتي. فأنا أؤمن بأن كل تفصيل في الكتاب مهم ويمكن أن يحدث فرقًا، بدءًا من الإخراج الفني والخط ووصولاً إلى نوعية الورق المستخدم.
أشكر الله على إعانتي وأنا سعيدة جدًا بالتعاون مع فنانين موهوبين وذوي تاريخ وبصمة في عالم الفن، مثل خلود عطار وأمين قيصران ووسام شوكت، وقد كانوا كرماء جدًا في التعامل معي بأخلاقهم وخبرتهم وإبداعهم. أتمنى أن يستمتع القراء بالكتاب.
الموضوع الرئيسي للرواية “جموح الروح” يتمحور حول العلاقات. وتشمل العلاقات علاقتنا بالله، وعلاقاتنا بالناس، وعلاقتنا بشغفنا، وعلاقتنا بأنفسنا. وتستكشف الرواية كيف تتأثر هذه العلاقات ببعضها وكيف تتطور وتتغير عبر القصص التي نعيشها ومن خلالها نكتشف أنفسنا. الشخصية الرئيسية في الرواية هي سهيل، وهو شخص جامح ومغامر قرر أن يكون فارسًا.
تبدأ الرواية برسالة يتلقاها سهيل من حبيبته تذكره بتاريخ مناسبة يحتفلون بها منذ 20 سنة، وتطلب منه هدية ذات قيمة معنوية. يحتار سهيل ويفكر، وبعد ذلك يقرر أن أغلى ما يملك هو قصته، فيقرر أن يروي لها قصصه التي لم تعرفها قبل أن يلتقيا. يكتشف سهيل خلال الأحداث أن الحياة تغيرنا جميعًا. ولكن، ما هي الأشياء التي يجب أن نحتفظ بها مهما حدث؟ هذا ما يستكشفه الرواية.
شاركينا اقتباس من الكتاب ؟
“بعدما تفكرت في تفاصيل قصتي وجدت أن إسمي ليس العنوان المناسب لها؛ لأنني لم اختره، كما أنه لا يعبر عن رأيي في نفسي. بحثت عن عنوان يصف جوهر شخصيتي، فوجدت أنه يكمن في ملامح روحي. أظن أن لأرواحنا ملامح تميزها عن بعضها، لا يمكننا أن نبصر ملامح أرواحنا بأعيننا، لكنها تتجلى لبصيرتنا إذا تفكرنا في قصصنا.”
هل تخططي لكتابة رواية جديدة ؟ وماذا ممكن أن يكون عنوانها ؟
بإذن الله، ستصدر لدي رواية ثالثة، ولم أحدد عنوانها بعد، ولكن سيكون موضوعها حول المرأة السعودية في مجال العمل.